يبدو أنَّ الحُب لا يتركُ زاويةً دون أن يخوض فيها ، حتى لو كان ذلك في البحث العلمي ، الذي يتناول المواضيع الطبية على وجه الخصوص .. فما هو هرمون الحب ؟ وما علاقته بالسمنة ؟ نظرة سريعة نُلقيها فيما يلي على أحدث الدراسات حول هذا الموضوع .
في البداية .. لا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ هرمون الأوكسيتوسين الذي تفرزه النخامى وهو بطبيعة الحال ( المركب الدوائي الذي يُستخدم لتحريض المخاض لدى السيدات الحوامل ) يُعرف بإسم هرمون الحب .
أمَّا عن السبب وراء ذلك .. فهو ارتباط الهرمون بصورة وثيقة بمراكز ضمن الدماغ مسؤولة عن السلوكيات العاطفية والمعرفية والاجتماعية فضلاً عن الأعمال الحميمية كالجماع وعقد الأيدي وغيرها .
ووفقاً لآخر الدراسات العلمية التي اُجريت في الولايات المُتحدة الإمريكية فإنَّ جرعة واحدة من رذاذ أنفي من الأوكسيتوسين يؤدي لنقص السعرات الحراية في الرجال الأصحاء على وجه الخصوص الذين لا يُعانون من أمراض سوى السمنة .
وقُدمت النتائج العلمية لهذه الدراسة في الإجتماع السنوي رقم 97 لجمعية الغدد الصماء في الولايات المُتحدة الإمريكية ، النتائج التي أشارت إلى أنَّ الأوكسيتوسين يعمل على حد الشهية .
وتعقيباً على تلك الدراسة ، تحدثت الدكتورة إليزابيث لوسون رئيسة قسم الغُدد الصم في كلية الطب لجامعة هارفارد وقالت :" نتائجنا لهذه الدراسة مُثيرة حقاً ".
وأضافت :" مزيد من الدراسة هو ما نحتاجه الآن لتأكيد النتائج ، لكن باستطاعتي القول أنَّنا توصلنا في الواقع إلى أنَّ الأوكسيتوسين علاج رائع للسمنة وما تخلفه من مضاعفات أيضية ".
وأشارت الدراسة إلى كون هرمون الحب يعمل على زيادة حساسية الأنسجة للأنسولين ، الأمر الذي يؤدي بالجسم لزيادة قدرته على التخلص من السكر الفائض في الدم .
وبتلخيص سريع للدراسة التي قامت بها المؤسسة الطبية ، قام الباحثون بإجراء التجربة على 25 مُتطوع يبلغ متوسط أعمارهم 27 عاماً .. من بينهم 12 يُعانون من السمنة و13 بصحة جيدة .
وقام مبدأ الدراسة على إعطاء كل مُتطوع لجرعة رذاذ أنفي من دواء وهمي قبل وجبة الإفطار قبل أن تمنح للمتطوع فرصة اختيار الوجبة التي يُريد تناولها بكامل حريته .
بعد 3 أيام كرر الباحثون التجربة بإعطاء جرعة واحدة من رذاذ أنفي يحوي الأوكسيتوسين .
نتائج التجربة كشفت أنَّ المُتطوع تناول طعاماً أقل بـ 122 سعرة حرارية من التجربة الأولى و أقل بـ 9 غرام من الدهون .
الأوكسيتوسين الآن يُستخدم بشكلٍ نظامي ومُرخص في بريطانيا لعلاج السمنة بيد أنَّه لم يُعتمد بعد في الولايات المتحدة سوى في العمل السريري في المشافي .
ترجمة : أحمد أبوقورة
المصدر : هُنا
ليست هناك تعليقات :
اضافة تعليق