الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

الطبيب آكل لحوم البشر !




ماذا تُريد أن تُصبح في المستقبل ؟ ولماذا ؟ .. من منَّا لم يسمع بهذا السؤال الذي كان يتكرر على مسامعنا أثناء المرحلة الدراسة الإبتدائية مراراً وتكراراً .

صديقنا ( دُعبل ) كان غالباً يُجيب كحال البقية : أُريد أن أكون طبيباً ، أمَّا عن لماذا .. فكانت إجابته دوماً : لكي أساعد المرضى وأقدم العون للناس .


مرَّت الأيام والسنوات وأنهى صديقنا ( دُعبل ) مراحل دراسته المدرسية من الإبتدائي مروراً بالإعدادية ثم الثانوية ليجد نفسه وأخيراً أمام بابٍ مفتوحٍ على مصراعيه لتحقيق الحُلم ودخول الكلية الطبية .

ليبدأ بعدها رحلة مهنية جديدة ، رحلة كان قد زعم منذ كان في زمن البراءة أنَّها رغبةً لتقديم العون والمساعدة !

لكن .. ما حصل لم يكن أبداً كما زُعم ، ( دُعبل ) بات عبداً للمال لا يكترك لأمر عجوزٍ أو طفل ، ذلك الطفل الصغير الذي كان يزعم أنَّ مهنة الطب هي لتقديم العون ، بات يأخذ أجر معاينته للمريض حتى قبل دخوله إلى عيادته وبأثمانٍ تنتحني لها ظُهور العجائز .

ذلك الطفل الصغير ، بات اليوم مُجرد لص بثياب مُحترمة .. ببدلة وربطة عُنق يجلس خلف مكتبه لا يتحدث إلى المريض سوى في كلمات قليلة بنفسٍ مُتكبرةٍ .

آكلو لحوم البشر اعتدنا عليهم في الأفلام الكرتونية أو الكلاسيكية ، حيث زومبي يأكل الدماء لكن في الواقع هُناك أكل لحوم البشر بطريقة مُختلفة يُقدمها الكثير بلا استثنناء على رأسهم أشخاص مثلوا المهنة الأرقى على وجه الأرض .


اليوم .. كثير من الأطباء وليس الكل كصديقنا ( دُعبل ) ، يأكلون لحوم البشر المرضى ، بات المريض كفريسة يتمنى الطبيب أن ينهش منها مالاً دون أي اكتراث ودون أي ذرة مشاعر .

ذنب هؤلاء المرضى فقط أنَّهم مرضوا ، فوجدوا أنفسهم أمام أناسٍ سخرهم الله في الأرض لخدمة البشر لكنهم أساؤوا استخدام مهنتهم فأساؤوا لسمعة الطب العظيمة .

يُبرر البعض أحقيتهم في أخذ المال بوفرة من المرضى بالسنوات العديدة التي قضاها بين الكتب يقرأ ويتعلم ، فهل هذا يعني أنَّ طالباً في جامعة خاصة يدفع الغالي والنفيس له الحق مُستقبلاً في أن يأكل لحوم البشر بأسعار خرافية للمعاينة ؟

الخطأ أمر مُخجل ، لكن الأكثر خجلاً هو إنكار ارتكاب الخطأ ، وهذه المهنة العظيمة تستحق أن تستخدمها لرسم بسمة على مُحيا الناس وليس لجعلهم يتمنون الموت ألف مرة على إنفاق 10 آلاف ليرة سورية لمرض أحدهم !


وزارة ( التربية ) التي علمتنا كذباً منذ طفولتنا أنَّ بلاد العرب أوطاني ، وعلمتنا دجلاً أنَّ الأمة العربية ذات رسالة واحدة ، تلك الوزارة التي علمت كذباً ودجلاً ليس من الغريب أن يخرج من أحشائها أطباء كذبوا في زمن البراءة !

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2015/2016 SPU-MED