لا شكَّ أنَّ العفو من شيم الكرام ، ولا شكَّ أنَّ الصفح والعفو عن المسيء صفةٌ تدعو لها الأديان شتّى لما فيه من فضيلة الخُلق في التعامل ، لكن هل تقبل حواء أن ترى هذه الفكرة في مخيلتها إذا ما تعلق الأمر بزوجها ؟
دراسة عالمية حديثة تناولت التأثير النفسي الذي يُضفيه التسامح على صحة النساء اللواتي بلغن فوق 60 سنة بشكلٍ عام وكيف تبدو علاقة الإكتئاب بالتسامح .
ووجد الباحثون أن النساء الأكبر سنا و اللواتي يسامحن الآخرين هن أقل عرضة للإكتئاب ، وهذا الشيء يبقى صحيحا أيضا عندما يشعرن أن الآخرين قد سامحوهن .
الدراسة أيضاً تناولت تأثير المسامحة على الرجال والتي وجدت أنَّ الرجال لا يشعرن بأي تحسن حتى لو سامحوا الآخرين في حال لم يُسامحهم الطرف الآخر .
ينطلق البحث من مسح شمل أكثر من ألف من الأميركيين البالغين تتراوح أعمارهم من ٦٧ سنة وما فوق ، الماسحين سألوا عن حالتهم الصحية والعقلية فضلا عن معتقداتهم الدينية .
"عندما نأخد المغفرة بعين الاعتبار وخصائص الأشخاص الذين يسامحون كالإيثار والوجدانية والتعاطف ، هؤلاء الأشخاص يسامحون الآخرين ويبدو ذلك كطريقة للتعويض عن أن الآخرين لا يسامحونهم " هذا ما قاله أستاذ مشارك في قسم التنمية البشرية وعلوم الأسرة في جامعة ميسوري في بيان صحفي للجامعة .
ويُضيف :" يبدو الأمر وكأنَّه يشبه التفوق الأخلاقي ، لكنه ليس عن كونك شخصا أفضل ، إنَّها فقط إشارة إلى أنَّك تتألم حين تشعر بالذنب تجاه شخص ما وتقول أنا أعلم أن هذا يضر لأنه يؤلمني ، وهؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة لمسامحة الآخرين ، وهذه المسامحة تبدو مسؤولة عن تخفيف درجة الإكتئاب وخاصة لدى النساء بحسب دراستنا ".
وقال الباحثون أن هذه النتائج تشير الى أن مستشارين الصحة النفسية قد يضطرون الى استخدام نهج مختلفة حسب نوع الجنس عند التعامل مع كبار السن من النساء وكبار السن من الرجال .
ترجم : رافي واصل
المصدر : هُنا
ليست هناك تعليقات :
اضافة تعليق