الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

د.سعد يكتب : تدبير ارتفاع التوتر الشرياني في الحالات الملحة والإسعافية



لا يخفى على العاملين في المجال الطبِّي أنَّ ارتفاع التوتر الشرياني جنباً إلى جنب مع الداء السكري يمثلان الآفات الأكثر انتشاراً في العقد الأخير الأمر الذي يجعل من يُعانون منهما في موقف صعب نظير اختلاطاتهم في حال لم يتم تدبير حالاتهم بصورة منظمة ومستمرة .

واليوم ، سنتحدث عن ارتفاع التوتر الشرياني والفرق في تدبيره باختلاف حالته ، فهُناك فارق في حقيقة الأمر بين تدبيره في الحالات المُلحة ( التي تحتاج لتداخل ولكن ليس بالضرورة أن يكون لحظي ) ، وبين الحالات الإسعافية التي تستوجب تدخل مُباشر غير قابل للتأجيل .

يكمن الهدف من تدبير ارتفاع التوتر الشرياني في الحالات الملحة ( urgencies cases ) إلى خفض ضغط الدم تدريجياً حتى يعود إلى قيمه الطبيعية في بضعة أيام .

يتم منح مرضى هذه الحالات خافضات ضغط فموية ( مثل : لابيتالول، كابتوبريل، الكلونيدين، فوروسيميد، والهيدرالازين ) في الأثناء التي يقوم بها الطبيب بمُتابعة ورصد انخفاض الضغط خلال ساعات من إعطاء الدواء الفموي .

على الجانب الآخر ، في الحالات الإسعافية يكون لدى المريض تهديد صريح لتدمير وظائف بعض الأجهزة في جسمه وهو الأمر الذي يفرض على الطبيب خفض ضغط المريض بسرعة قصوى .

ويهدف الطبيب في الحالات الإسعافية لارتفاع التوتر الشرياني إلى خفض ضغط دم المريض فورياً وذلك باستخدام خافضات الضغط الوريدية والذي يهدف إلى خفض الضغط بنسبة 25% في غضون دقائق إلى ساعات .

عدَّة خيارات مُمكنة للإعطاء الوريدي منها : تروبروسيد، النتروجليسرين، حاصرات قنوات الكالسيوم (على سبيل المثال، نيكارديبين)، ابيتالول، الهيدرالازين، فينولدوبام ، والفينتولامين .

في الختام يجب التنويه إلى أنَّ آليات التكيف التي تقوم بها الجسم مع ارتفاع التوتر الشرياني المزمن قد لا تكون فعَّالة في حالتنا الثانية ، فخفض الضغط السريع قد يؤدي إلى نقص تروية دماغية الأمر الذي يُوجب على الطبيب الحذر وإذا رأى ما يوحي بنقص التروية الدماغية فعليه أن يتعامل مع الضغط بشكل تدريجي وليس مفاجئ .





ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2015/2016 SPU-MED