الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

بالصور .. دكتور هاوس ( الحلقة الرابعة ) مُناقشة الحالة السريرية




لعلَّ المُسلسل الطبي الأشهر في امريكا ( House M.D ) الذي يتناول عمل فريق طبي ضمن مشفى لتشخيص حالات سريرية صعبة، يُعد واحداً من المسلسلات التي لا تخفى على أحدٍ من العاملين في المجال الطبي .

وضمن سلسلة مُتواصلة من القصص المصورة ، سنحاول أن نُناقش ما تناولته حلقات المسلسل بدءاً من الجزء الأول وحلقته الأولى بصورة طبية نُوجه بها رسالة إلى الطاقم الطبي أينما كان في كيفية التفكير حول تشخيص الحالات التي قد تعتضرهم .


 وبعد عرضنا سابقاً لمُناقشة سريرية كاملة للحلقة الأولى من المُسلسل ( هُنا) ، والثانية ( هُنا ) ، والثالثة ( هُنا ) ، الآن مـع : قصة مُصورة - الحلقة الرابعة 

▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅







حلقة اليوم بعُنوان الأمومة .. وتبدأ عندما تُلاحظ أم وزوجها أنَّ زبداً يخرج من فم ابنتهم حديثة الولادة التي لم يمضِ سوى سويعات على إبصارها النور .





الأمر أثار ريبة الأهل فاستدعاهم لمناداة الطبيب المُولد لها ، الذي جاء ليفحص الطفلة فوجد أنَّها تختلج ، اُخذت الطفلة للعناية وتم تشخيص حالتها في ختام الأمر من قِبل الطبيب المولد على أنَّها انسداد أمعاء .






الطبيب المُولد عاد لغرفته حيث وجد هاوس هُناك ( يتطفل :D ) بأسلوبه المُعتاد ، المهم ، الطبيب المُولد كان يُناقش زميله بحالة الطفلة ويراها أنَّها أمر بسيط لا يحتاج للتفكير والقلق بيد أنَّ إصغاء هاوس لهذا دفعه لأخذ القصة على محمل الجد !






فهو أثناء تواجده في غرفة أطباء التوليد سمع قصتين لحمى مجهولة السبب ؟ إحداهما ترافقت مع إختلاج وهي قصة طفلتنا والأخرى بدون وبينهما ساعات قليلة .. هاوس بدأ اعتبارها على أنَّها حالته .. وهُنا بدأ سيناريو هاوس المثير الذي ظن أنَّ هُناك عدوى في قسم التوليد ( مع الإشارة إلى أنَّ هاوس أساساً لم يقتنع بغباء تشخيص انسداد أمعاء وظنه تشخيص هاوي )



▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅▅





هاوس ذهب لـ ( د. كادي ) مسؤولة المشفى وأخبرها عن ظنه فأخذته بسخرية ورفضت التفكير به ، ما دعا هاوس لجمع فريقه وطلب منهم أن يتفحصوا كل غرف التوليد وفحص جميع حديثي الولادة في الغرف وبالفعل ، وجد هو بنفسه طفلة ايضاً حديثة الولادة تشكو أمها من أنَّ حرارتها ارتفعت بشكل مفاجئ .




كادي اقتنعت الآن بفكرة العدوى وأغلقت عنبر التوليد لتجهز فريق خاص يقوم بتقصي كل الأجهزة والبحث عن بؤرة تنتشر منها هذه العدوى ، في الوقت الذي كان فيه هاوس يُناقش مـع فريقه التشاخيص التفريقية المُمكنة والتي بدأ النقاش بها على النحو التالي ..




➊ طفيلية !؟ مُستبعدة ، فالعدوى تنتشر بسرعة كبيرة
➋ فيروسية !؟ مُستبعدة بشكل تقريبي ، فحص الدم لم يظهر ارتفاع على حساب اللمفاويات كما أنَّ حالتهم الصحية سيئة أضف لهذا  أنَّهم لا يستجيبون للعلاج بـ الأسيكلوفير أو الريبافيرين ، بلا شك هُناك أنواع فيروسية بالآلاف لكن البحث عنهم بشكل مُحدد سيتطلب وقتاً كبييراً ولن يتم إيجاده حتى فوات الأفوان
➌ جرثومية !؟ لا يستجيب للصادات واسعة الطيف :/ ، لكن ربما هُناك مقاومة .. فما المُقترحات ؟




1. MRSA - دوماً في المشافي 

2. PseudoMonas - طعام ملوث ؟
3. Vancomycin-resistant Enterococcus
4. H.flu


لكن الإستقصاء حول هذه البكتيريا يحتاج يومين .. وربما الأوان يكون قد فات إلى ذلك الحين ، وهُنا جاءت مهمة هاوس وهي البدء بالعلاج قُبيل النتيجة .. فالوقت لا يحتمل والعلاج كان على هذا النحو ..

- نُعطي فانكومايسين لـ (1) 
- نُعطي أزتريونام لـ (2) و (3) و (4) 

وفي نفس الوقت .. هاوس طلب من الفريق إجراء MRI وذلك للكشف عن وجود خراجات أو أي بؤرة غامضة للعدوى ، لكن النتيجة كانت سلبية على جميع الأطفال المُصابين .




بعد سويعات ، فورمان وكاميرون جاءوا لمكتب هاوس ليخبروه أنَّ وظيفة الكلية تتدهور لدى الطفلين الأساسييْن ، لكن بحسب الفحص البولي الذي أجراه تشايس للطفلين لم يكن هناك بيلة بروتينية أو أسطوانات دموية أو أي شيء مريب .. ما يعني أنَّ الصادات المُستخدمة هي التي تؤثر على الوظيفة الكلوية .






ما الحل ؟ نمنع عنهم الصادات فيموتوا من العدوى ، ما ينفع طبعاً ، طيب نخلي الصادات الحيوية فيموتوا من الفشل الكلوي :/ برضو ما ينفع .

فاقتراح هاوس مبني على فكرة ( ابتر قدمك ، لتكسب جسمك ) .. فقرر التضحية بأحد الطفلين لكسب الآخر فقرر إيقاف فانكومايسين لأحدهما ( تشين لوبينو ) وإيقاف أزتريونام للآخر ( ابنة السيدة هايتنج ) وبناءً عليه سنعرف مصدر العدوى وبهذا ننقذ الطفل الآخر وننقذ الأطفال الأربعة المصابين الآخرين الذين لم يطوروا أعراض جادة حتى الآن .







وفي أثناء المراقبة للطفلين ، تدهورت حالة الطفل الذي توقف لديه الفانكومايسين ( تشين لوبينو ) ودخل في صدمة فأصبح ضغطه 60 على 20 فيما وصل معدل ضربات القلب إلى 180 ضربة ، حاولوا إنقاذ الطفل لكن للأسف فارق الحياة .






هُنا بات التوجه إلى أنَّ العدوى سببها MRSA فطلب هاوس مضاعفة جرعة الفانكومايسين لبقية الأطفال .





لكن في اليوم التالي ، وبمجرد دخول هاوس للمشفى قابله تشايس ليخبره انَّ الفانكو لا يعمل ، كيف !؟ بتدهور حالة الطفلة الأخرى ( ابنة السيدة هايتنج ) ، إذاً ما العدوى الإنتانية التي لا يقضي عليها لا فانكومايسين ولا أزتريونام ؟؟ 





هاوس قرر أخذ نسيج من العضلة القلبية للطفل الميت وفحصه ، لماذا ؟ لأنَه في أثناء التداخل لإيقاف التدهور بحالته في غرفة العناية لاحظ انخفاض الضغط الرهيب والسريع لديه بالرغم من المُساعدات وهذا لا يحدث إلا في حالة تلف العضلة القلبية .. إذا هُناك ما سبب هذا .






وفي الفحص المجهري لهذا النسيج وجد هاوس ارتشاحاً لمفاوياً إضافةً لتليف في العضلة ما أعاد الفريق من جديد لدائرة الإصابة الفيروسية ، لكن مُجدداً هُناك مئات الفيروسيات ، كيف يُمكن التقصي ؟ هاوس بدأ مع الفريق تحليل المعطيات لتقليص الفيروسات إلى 6 فقط بهذه الطريقة ..






- لا يستجيب على الأسيكلوفير أو الريبافرين : نستبعد Herpes V. , Adenovirus
- يُصيب الأطفال دون أي قصة مرضية للأم أثناء الحمل : نستطيع استبعاد TORCH
- لا يوجد ضرر بالرئة : إذاً ليس أياً من فيروسات Paramyxoviridae
- ندبات على القلب : موجودة ، إذاً قد يقترح CMV :/ ، Enterovirsus ، Echovirus 11 , INFluenza A 


واستمر البحث والإقصاء بشكلٍ هامشي فوضع أيضاً ضمن الإحتمالات المُمكنة EBV ووُضع كوكساكي + بارفو ب19 .


بعد ذلك بدأ سحب عينات الدم والفحص ، والنتائج كانت أنَّ جميع الأطفال لديهم إيجابية الإصابة الفيروسية لكن المثير أنَّها كانت إصابة ثلاثية لـ Echo11 , ParvoB19 , CMV .. والمثير أيضاً أنَّ الطفل الصحيح الوحيد الذي تم فحصه أيضاً وقائياً مع بقية الأطفال قبل تخريجه من المشفى كان لديه أضداد في دمه لـ لـ Echo11 و CMV :/




ما التفسير ؟ نحن أمام أطفال ، أطفال لديهم دم أمهاتهم في هذه الفترة أي أجسام أمهم المضادة ، أي أنَّ الأطفال الذين عاشوا حتى الآن هم من لديهم أجسام أمهم المضادة التي أنقذتهم من هذه الفيروسات .

إذاً ما الذي يعنيه هذا ؟ يعني أن نتوجه لفحص الأمهات لهذه الفيروسيات الثلاث ، والأجسام المضادة لفيروس معين إن كانت غائبة فهذا يعني أنَّ هذا الفيروس هو الذي يقتل الأطفال وبعد الفحوصات ، وُجد أنَّ الأمَّهات ليس لديهن أضداد لـ Echovirus 11 .







والآن حان وقت العلاج ، كلنا يعرف أنَّ الإصابة الفيروسية ليست سهلة العلاج كما الجرثومية ، خصوصاً في حالات الفيروسات النادرة كحالتنا هذه ، بطبيعة الحال هُناك علاج تجريبي قامت به إحدى الشركات هُناك ، طُبق لعلاج الأطفال ونجح هذا جيداً .. وعاش الجميع بهناء :)






.
.

إعداد : أحمد أبوقورة

خاص SPU-MED

ليست هناك تعليقات :

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2015/2016 SPU-MED